بسم الله الرحمن الرحيم
يهدف هذه الدراسة إلى إبراز جهود المرأة في نشر الحديث وعلومه، وقد كان اهتمام المرأة
بالحديث حفظًا ورواية نابعًا من شعورها بالمسؤولية الفردية، فهي مكلفة بالتعلم والدعوة والإصلاح، لها على العلم، فالنصوص الشرعية خاطبتها ومنحتها الثقة بنفسها، وخاصة تشجيع الرسول صلى الله عليه وسلم لها على العلم وحضور المجالس والمناسبات، وأمهات المؤمنين قدوة لغيرهن وفي مقدمتهن عائشة رضي الله عنها فهي من السبعة المكثرين من أصحاب الألوف فضلاً عن علمها الواسع واستدراكاتها على الصحابة حتى غدت مدرسة في نقد الحديث.
وكان دور المرأة بارزًا في القرون الفاضلة الثلاثة الأولى، وسجل البحث تراجع دور النساء
بعد ذلك، مع الإشارة إلى أعلامهن في القرون التالية حتى القرن التاسع، والإشادة بما شهده القرن
الثامن من كثرة المشتغلات بالحديث، وكانت مصادر معرفة جهود المرأة كتب التراجم والتاريخ
ومرويات النساء في الكتب الستة، مع استنباط مضامين تلك الروايات التي غلبت عليها الأحكام
فصارت عمدة في بابها، لاقتصار الرواية في بعضها على النساء، حيث أصبحت مرجعًا للاستدلال
الفقهي.
وقد رحل إليهن الطلاب من الأقطار، وأخذت من الشيوخ وأخذوا عنها ضمن الضوابط الشرعية، وأشار البحث إلى قصور دور المرأة في التأليف والتصنيف، مع انتساب أكثر من عرفن
بالرواية إلى أسر المحدثين حيث اهتموا بتعليم ذواتهم من النساء، كما شاركت المرأة بالرحلة في طلب الحديث ولكن تبعًا للرجل من المحارم.
جاء البحث في تمهيد وأربعة مباحث : عن القرون الثلاثة الهجرية الأولى، ثم من القرن الرابع
إلى التاسع، ثم مصادر جهود المرأة من خلال مرويات كتب الحديث والتاربخ والتراجم، وأخيرًا
جهودها في علوم الحديث (طرق التحمل ونقد الروايات والجرح والتعديل).
رابط التحميل
