بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاد ي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله .
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [ آل عمران : ١٠٢]
وبعد :
فهذا موضوع أعد عن الحياة العلمية في مكة بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة العربية سنة ١٤٢٥ هـ لقد مرت الحياة العلمية بمكة بمراحل متفاوتة كان أعظمها وأهمها تلك المرحلة الذهبية المتمثلة في القرون الثلاثة المشهود لها بالخير ، ثم أتت عليها بعد ذلك فترة ركود علمي
له أسبابه وسأتعرض للأطوار العلمية التي مرت بها ، وكانت خطة البحث للموضوع مقسمة على مقدمة - وتمهيد - وأربع صور مصغرة كل واحدة منها تعبر عن واقع فترة زمنية معينة .
أما المقدمة فتشمل سبب اختيار الموضوع وأهميته وخطة البحث .
وأما التمهيد ففيه لمحة عن فضل مكة ، وما لها من مكانة عند الله وعند رسوله ش فتتحتم دراستها من الناحية العلمية ، وكان علم الحديث أهم ما ينبغي الاعتناء به بعد العناية بعلوم الكتاب العزيز ، ومن أهم الموضوعات التي ينبغي دراستها جهود العلماء في خدمة السنة في مكة المكرمة ، فقد كانت تعج بأعلام المحدثين الذين كان لهم نشاط في نشر علم الحديث ،
وكانت الرحلة إليهم من جميع البلاد ، فقد كان خلق كثير يحجون والدافع لهم لقي سفيان بن عيينة للأخذ عنه بمكة ، وكانت تحصل بها مناظرات علمية بين العلماء لأن ظروف الحج تهيئ لهم الاجتماع في هذا المكان دون غيره .
وأما الصورة المصغرة الأولى فخصصت للحياة العلمية في القرون الثلاثة الأولى لما لها من أهمية .
الصورة المصغرة الثانية فمثلت عصر الركود العلمي بعد ذلك الازدهار ، وقد دامت هذه الفترة عدة قرون .
الصورة المصغرة الثالثة تمثل نهوض مكة من جديد والتطور العلمي بين كل طبقات المجتمع بعد الركود السابق .
الصورة المصغرة الرابعة فهي عن دور المدارس التعليمي ة في مكة المكرمة وما لها من أثر بارز في ازدهار النهضة العلمية بمكة ، وكان يدرس بهذه المدارس أعيان العلماء من أصحاب المذاهب الأربعة .
هذا باختصار ما أردت التقديم به لهذا البحث وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد ابن عبد الله .
رابط التحميل
