بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد :
فلما كان علم القراءات من أشرف العلوم وأرفعها قدرًا، لتعلقه بكتاب الله تعالى، فقد عني به العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء ولغويين وأصوليين إضافة إلى القرّاء، وحيث قد أبرزت جهود كثير من المفسرين والنحويين في هذا الجانب، وأغفلت عناية المحدثين ﺑﻬذا العلم، مع أن لعلماء الحديث وشراحه جهودًا مباركة في خدمته .
فأردت أن أسهم بحسب استطاعتي في إبراز جهود المحدثين عامة في العناية بعلم القراءات فحصرت مرويات القراءات في عدد من كتب الحديث وشروحها كصحيح البخاري ومسلم والسنن الأربع ومسند أحمد والتمهيد لابن عبدالبر إضافة إلى كتاب المصاحف لابن أبي داود، ثم رأيت أن أخص بالدراسة جهود الإمام العلامة المحدث الحافظ أحمد بن علي بن حجر
العسقلاني (ت ٨٥٢ هـ) من خلال كتابه القيم الفريد (فتح الباري بشرح صحيح البخاري)، ( ولذا فقد تتبعت المواضع التي أورد فيها القراءات أو أشار إليها في كتابه فبلغت نحو ( ٤٠٠ موضع فيما وقفت عليه . وبعد تصنيفها ودراستها دراسة تحليلية، حصرت مصادره وآراءه في مسائل القراءات
في بحث سابق مستقل، وفي هذا البحث حددت طريقته في عرض القراءات وإيرادها، ثم استنبطت منهجه في الاستدلال بالقراءات من حيث شرح ألفاظ الحديث واستنباط الأحكام والترجيح بين الروايات، ومن حيث التوجيه والاحتجاج، ومن حيث اللغة والإعراب، ووجدت ٤ مجلة جامعة أم القرى لعلوم الشريعة واللغة العربية وآدابها، ج ١٧ ، ع ٢٩ ، صفر ١٤٢٥ هـ أن الحافظ -رحمه الله- هو أحد علماء هذا الفن المتخصصين فيه، وله عناية متميزة بمسائله، ومنهج فريد في الاستدلال بالقراءات والاحتجاج لها، مع التنبيه إلى بعض الاستدراكات اليسيرة عليه في مواضع قليلة .
وفي ظني أن موضوع البحث لم تسبق دراسته، فلعله أن يضيف جديدًا في هذا الباب، والله الموفق للصواب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ..
رابط التحميل
